إن لدى بعض الناس جنونا في إرسال كلمات موغلة في الكذب، فثمة صحفيون وكتاب لايبالون بأمانة الكلمة ولا يهتمون لأمرها وغاية مقاصدهم اغتنام الفرصة الدنيئة ليصطادوا في الماء العكر، هكذا رضعوا من ثدي الليبرالية الغربية، والتي تأسست على الترويج للقُبح لتغري به أولئك الذين فقدوا بوصلة الأخلاق وانتكست القيم في حياتهم .
وليس غريباً أن نرى ونسمع من بعض الليبراليين البعد عن الموضوعية في تناول حدث أو قضية، بل قد يصل الأمر بغلاتهم إلى إرسال الكلام على عواهنه ونقله وإشاعته دون تثبت ويقين، فقد ترى أحدهم ينتقد طرحاً إسلامياً يؤصل لجريمة إعلامية بحق الأمة، بليّ عنقه، ويتشنج قائلاً: لماذا تتمكن نظرية المؤامرة من عقول الإسلاميين، وإذا ما بسطنا الطرح إلى الحد الذى تستطيع خلايا عقله الهش أن تهضمه، يتشنج أكثر من ذي قبل مستنكراً: لماذا نحن ومن دون الأمم كلها تتمكن من عقولنا ونفوسنا نظرية المؤامرة !! ولا عزاء لمثل هذه العقول التي كبرنا عليها أربعا منذ زمن..
حينما طرحنا موضوع القنوات الفضائية التى أخذت على عاتقها أمركة المجتمع العربي وخصوصاً السعودي، وفتحنا ملف مجموعة قنوات الـ mbc ، لم نقل أننا نملك كامل أوراق الحقيقة بل القينا حجراً وحركنا به الماء الراكد في البحيرة، فخلص جهدنا في البحث أننا مستهدفون من دول وأمم تحكم تعاملاتهم معنا لغة المصالح، وسواء شاء جهلاء الليبرالية أن يفهموا ذلك أو حال دون فهمهم جهلهم المركب الذي يجعلهم يتعاملوا مع معطيات الواقع بسذاجة .
إن رفض بعض الليبراليين منطق "الإستهداف" بالمطلق كطريقة لتحليل الحوادث ليس مسلكاً علمياً، ويؤدي اعتباطياً إلى اعتبار أن كل أحداث المنطقة من حولنا إنما هي طبيعية وتقع بعفوية، وكثير من الليبراليين يرفعون شعار البحث في تفسير الأشياء تفسيرًا علميًّا وبذل الجهد والبحث ومعرفة دقائق الأمور، واستخدام القدرة العقلية على التحليل والتركيب، وما إلى ذلك، وإذا ما طرح الإسلاميون أدلتهم على "الإستهداف" من واقع أجندة الحدث ذاته، نكس اؤلئك على شعارهم وشككوا فيما طرح بدون أي طرح يضاده.
وبالمنطق الليبرالي الذى يرفض على الإطلاق اعتبار الإسلام الذى يتحرج في الإنتماء إليه مستهدفاً، يجب أن نتراخى أمام محاولات الآخر تخطيطًا وتدبيرًا وهو يحرك الأحداث السياسية والإعلامية والإقتصادية بل والتاريخية في منطقتنا، ولا ينبغي - وفق مَنْطِقْه- أن نفترض بالآخرين أنهم يستهدفون مصالحنا حينما تتعارض مع مصالحهم.
ولو طرحنا سؤالاً مفصلياً وقلنا هل سيسمح لنا الآخر بأن نصبح دولاً مؤثرة بحيث نجاريه سياسياً واقتصادياً وتقنياًًً وعسكرياً، سيسكت هؤلاء عن الإجابة لأنهم يعلمون إن إجابتهم بالنفي ستعني أننا وهم متفقون على أننا مستهدفون ، أما إذا أجابوا بنعم فإن أصغر ناشئ مبتدئ في علم السياسة الدولية سيضحك من جهلهم، مؤكداً أن فكرة المصالح الخاصة هي التي تحرك سياسات الدول .
إن فزاعة أن يقال أن واحداً أو أكثر من أهل العلم والدعوة قبل أن يطل ببرنامجه من شرفة إحدى هذه القنوات ، وذلك وفق إجتهاد منه ومقاربة سواء اتفقنا عليها أو لم نتفق، لن تثنينا عن طرح ما توصلنا إليه ونعتقد أنه الصواب في المسألة إلى أن يثبت العكس ، وهو إن تلك المجموعة الفضائية وإن لم تكن على إتصال بجهات استخبارية غربية، فإن الربح التجاري قد أعماها عن حقيقة أنها تشارك بالنصيب الأكبر في أمركة شباب الأمة وإصابتهم بهشاشة الوعي وتسطيح عقولهم و تفريغهم من القيم العربية والإسلامية.
إن "الدياثة" الليبرالية فضحها مقال للكاتبة الصحفية "نورة الصالح"، ورد في صحيفة الوئام بتاريخ 12-10-1429هـ .. تتحدث فيه بكل مرارة :" بصراحة لم تكن شعرة الانفصال الأولى هي خلاف فكري مع الليبراليين، لكنها كانت صدمة الانحطاط السلوكي بينهم، هالني جداً –ولازال- هذا الانحطاط الأخلاقي الكبير بين شباب وفتيات الليبراليَّة في وطني, وبدأ زعم المصداقية والشرف والأمانة الذي يدعونه ليل نهار يتزعزع عندي".
وعلى منوال وشهد شاهد من أهلها تضيف السيدة "نورة الصالح" :" بدأت تتنازعني الشكوك حول مصداقية دعاة الليبرالية في بلادي, وبدأت افتح عيني جيداً..تكشفت لي الكثير جداً من الأسرار من خلال كتاباتي في الجريدة , واتصالي بالليبراليات والليبراليين ومحاورتهم.. اكتشفت أن هناك علاقات بين بعض الكتاب والكاتبات برغم أن البعض منهم متزوجون !".
وطامتكم الكبري أنها فضحت بعض مساخركم قائلة:" أحد المحررين الليبراليين استدرج فتاة كانت تراسله وينشر لها رسائلها بعد التعديل والتحوير, وحين انكشفت فعلته في دائرة ضيقة تدخل مالك الجريدة الذي يرتبط بعلاقات قوية مع بعض النافذين واستطاع لملمة الموضوع حرصاً على سمعة الصحيفة" .
ليس هذا فحسب بل قالت :" اكتشفت أن أحدهم يكتب بأسماء أنثوية ويطرح مواضيع مثيرة ومغرية؛ لجلب أكبر عدد من الكُتّاب , وهذا على فكرة مشهور جداً , حتى أن بعض الكاتبات يمازحنه بمناداته بالأسم الأنثوي الذي يكتب به! ".
بعد هذا أضحكني كثيراً مقال بعنوان : عادت (حليمة)!.. لأحد أقزام الليبرالية نشره في صحيفة الجزيرة يوم الأحد عدد رقم 13499 تاريخ 23/9/1430هـ .. حيث عجز هذا المعتوه عن تركيب جملة مفيدة، سوى الغمز واللمز في موقع لجينيات وشخص العبد الفقير وبعض الفضلاء الأخيار،وتلك عادة القلم الأحدب الذي يحاكي أسلوب سجع قارئة الفنجان، ولا أظن هذا الأحدب قرأ يوماً كتاباً عن أساليب الكتابة الصحفية، يبدو ذلك جلياً من خلال تخبطه في الكلام وتشبثه بطرف ثوب " حليمة" التى استحضرها لتبلل شراشف عقله، أو تصيح في فضاء جهله الذى تخطى أفق وسادته.
هذا الأحدب الليبرالي صاحب الجهل المركب، يذكرني بعادة للمرضى النفسيين ومن هم في مثل حالته تصور الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع، ولن أعيد ما أسهبت في شرحه وعليه العودة إن شاء الله إلى بداية المقال، أو الإتيان بمن يتحمل مشقة الشرح وتبسيط البسيط ليتسنى له الفهم خطوة خطوة، إلا أنني لن أصرفه خاوي الوفاض وله اتمثل تلك الأبيات التى جاءت على لسان حمار الحكيم توما، يشتكي فيها من جهل صاحبه المركب فيقول:
قـــال حـمار الحـكـيم تومـا
لو أنصف الناس كنت أركب
فــأنـا جــــاهل بســــــــــيط
وصاحبي جــاهـل مـركــب
المصدر: لجينيات